الاثنين، 7 سبتمبر 2009

من كتاب المراقبات للميرزا جواد آغا الملكي التبريزي

"ويتأمّل فيما يجب عليه في قبال هذه الكرامات العظيمة ، ويندب وينوح على مروءته ، وحيائه ووفائه ، يقول : فواسوأتاه وواخجلتاه ، من افتضاحي وقلّة حيائي ، هذا ربّي وسيّدي ومنعمي ، ملك الملوك ، جبّار الجبابرة ، أكرم الأكرمين ، هو يدعوني إلى ذكره ، ومجالسته والأنس معه ، وهو ملك الملوك ، أغنى الأغنياء ، وإله الأرض والسماء ، وأنا أستثقل من قبول هذه الكرامات العظيمة ، وأنا أذلّ الأذلاء ، فقير من كل الجهات ، بل فقر محض ، لا شيء ، مفلس ، مرهون بنعمه ، موجود بعنايته ، حيٌّ بحياته ، مرزوق بنعمته ، قصّر جان في خدمته . كيف ؟ لولا حلمه عنّي وقد أمهلني وشملني بستره ، وأكرمني بمعرفته ، وهداني السبيل إلى طاعته ، وسهّل لي المسلك إلى كرامته ، وأحضرني سبيل قربته ، وتحبّب إليَّ بنعمته ، وأرسل لدعوتي إلى مجلس كرامته ، والاستئناس بمناجاته ، أكرم خلقه عنده ، وأحبّ عباده إليه ، ولم يقنع في إكرامي بنعمة دون أخرى ، بل كرامة فوق كرامة ، حتى أعزّني بإرسال ملك في كل ليلة إلى دعوتي ، كان جزاؤه منّي أن كافأته عن الإحسان بالإساءة ، وقبح المعاملة ، حريصاً على ما أسخطه ، سريعاً إلى ما أبعد عن رضاه ، مستبطئاً لمزيده ، مستسخطاً لميسور رزقه ، مستفيضاً لجوائزه بعمل الفجّار ، كالمراصد رحمته بعمل الأبرار ، أتمنّى عليه العظائم كالمدلّ الآمن من قصاص الجرائم . فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، مصيبة عظم رزؤها ، وجلّ عقابها ، فما أقبحني وألأمني ، وما أفضحني وأشنعني ، وأقلّ حيائي ، وأعدم وفائي ، حين جاهرته بالكبائر ، مستخفاً عن أصاغر خلقه ، فلا راقبته وهو معي ، ولا راعيت حرمة ستره عليَّ . آه واسوء صباحاه ، بأيّ وجهٍ ألقاه ، بأيّ لسان أُناجيه ، وقد نقضت العهود والإيمان بعد توكيدها ، ودعوته حين دعوته وأنا مقتحّم في الخطايا ، فأجابني وهو غنيٌّ عنّي ، وسكتُّ عنه فابتدأني ، ودعاني فلم أُجبه ، وأقبل عليَّ فأعرضت عنه ، واسوأتاه واقبيح صنيعاه ، أيُّ تغرير غرَّرت بنفسي ، فيا لله من هذه العظائم الفظيعة ، والأحوال الشنيعة الفجيعة . فوعزّتك وجلالك يا سيدي ومولاي ، ويا ملجئي ومنجاي ، لو كان لي جلد على عذابك ، وقوّة على انتقامك ، ما سألتك العفو عنّي ، بل دعوتك إلى عذابي وعقابي ، سخطاً على نفسي (ولؤمها) كيف عصتك بعد هذه الكرامات الجليلة ؟ وأقبلت عليها وأعرضت مدبرةً عنك بعد هذه الألطاف الجميلة ، ويا سبحان هذا الربّ الودود ، ويا سبحان هذا الحلم العظيم ، ويا سبحان هذا اللطف الألطف ، فقد فتح لأمثالي من العصاة اللئام ، والطغاة المِلام باب التوبة . ولم يمنعه عن الأوبة ، ووعد التائب القبول ، وعفا عن السيئات ، وبدّلها بأضعافهم من الحسنات . وبالجملة يكون جدّه في إظهار حقيقة جناياته ، وما يعرفه من كرامات ربّه ، يكثر حسراته ، ووجده وبكاؤه فيؤثّر في نزول الرحمة ، وشمول الكرامة . ثمّ إنّه من أهم المهمّات أن يتوسّل في آخر كل ليلة بخفراء الليلة ، وحماة الأمة من المعصومين عليهم السلام ويسلّم عليهم ويسألهم أن يشفعوا له عند ربّه بالقبول وبتبديل السيئات بالحسنات ، و(أن) يجعلوه من همّهم ، وحزبهم ودعاتهم ، يرغبوا إلى الله في أن يرضى عنه ويقبله ويلحقه بهم ، ويجعله من شيعتهم المقرّبين ، أوليائهم السابقين السالفين ."


http://www.alseraj.net/maktaba/kotob/almora8bat/page_index_01.htm#التأمل%20في%20مطعمك

اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر لي وارحمني بحق محمد وآله .. وصبرني وقويني واقضي لي حاجتي فأنت أرحم الراحمين .. وانت ربي وسيدي ومولاي .. فتقبل مني يا كريم ..واجعلنا من الفائزين بغفرانك ورضوانك ..