السبت، 26 سبتمبر 2009

لو زاد اليقين لمشينا على الماء

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الله يحفظ الشيخ حبيب الكاظمي ..

فقرة من احدى محاضراته .. لو زاد اليقين لمشينا على الماء ..

يقول الباقر (ع): (أما إنّ أصحاب محمد (ص) قالوا: يا رسول الله!.. نخاف علينا النفاق، فقال: ولِمَ تخافون ذلك؟.. قالوا: إذا كنا عندك فذكّرتنا ورغّبتنا، وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا، حتى كأننا نعاين الآخرة والجنّة والنار ونحن عندك.. فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت، وشممنا الأولاد، ورأينا العيال والأهل، يكاد أن نحوّل عن الحالة التي كنا عليها عندك، حتى كأنّا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا؟..).. فالإنسان يعيش أجواء متذبذبة من الصباح إلى المساء، فهو يتشكل بأشكال شتى.


(فقال لهم رسول الله (ص): كلا إنّ هذه خطوات الشيطان، فيرغّبكم في الدنيا.. والله!.. لو تدوموا على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة، ومشيتم على الماء.. ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله، لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا لله، فيغفر لهم).. إن المؤمن مفتّنٌ توّاب، أما تسمع لقوله: {إنّ الله يحب التوّابين}، {واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.. ولو أن هذه الحالة التي تصيب الإنسان -وهو في المسجد، أو في ليلة القدرة، أو في العمرة والحج- تبقى في قلب الإنسان، وفي فؤاده، لأصبح ولياً من أولياء الله.


فخلاصة الدرس: أنّ الإنسان إذا كان في حالة مجاهدة، وفي حال كرٍّ وفرٍّ، وفي حال سقوطٍ وقيام.. وإذا كان كالسنبلة -كما في الرواية- تخرُّ تارةً وتستقيم أخرى.. ولكنه مراقبٌ لنفسه ويجاهدها، فهو على خير.. فالصلوات اليومية، ونافلة الليل، وكل هذه المحطات من أجل إرجاع الإنسان إلى نصابه.

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وزد اليقين والإيمان والثقة بك في قلبي .. ومن أوصاني الدعاء..

يا رب انصرني على نفسي وانت خير الناصرين .. واغفر لي وارحمني ولا تحرمني .. إلهي اقضي لي حاجتي فلا رب لي سواك..وأنت أكرم الأكرمين وتعلم وترى حالي ..ولا أشكو إلا لك .. فلك الحمد ولك الشكر وإليك المشتكى وأنت المستعان.. بحق محمد وآل محمد..

واقض حوائج من أوصوني بالدعاء.. يا كريم يا رب العالمين