الجمعة، 16 أكتوبر 2009

مسكين ابن آدم..

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ
.
.
إن من المؤسف حقا أن ينشغل البعض بمختلف أنواع اللهو ، بدعوى قتل الفراغ ، وكأن الوقت عدو لدود يجب قتله!.. فإن دلّ هذا على شيء ، فإنما يدلّ على انه نسي الهدف الذي خلق لإجله !.. و أنه جعل في الأرض خليفة..
.
.
من درر السراج ..
.
.
إن القرآن الكريم عندما يذكر الحركة الدائبة إلى الله عز وجل، يستعمل كلمات الحركة والإثارة: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}؛ (الكدح) أي المبالغة في السعي.. فالإنسان الذي يسعى يوماً وينام يوماً، لا يقال بأنه إنسان كادح.. ومن الغريب أن نرى هذه الهمة للإنسان في بعض الأمور التي ليس لها كثير جدوى، كأولئك الذين يغوصون مئات الأمتار، ويعرضون نفوسهم للخطر، للوصول إلى الأعماق المرجانية في المحيطات -مثلاً- أو لاكتشاف سمكة صغيرة.. فهل بذلنا نحن هذا الجهد، وحاولنا أن نغوص في بحار أنفسنا، لاكتشاف النقاط المظلمة والمضيئة فيها؟.. فنحن لسنا هذه الأبدان الفانية!.. إن علياً (ع) عندما يصف الجسم البشري، يصفه بوصف بليغ في الذم:(مسكين ابن آدم؛ مكتوم الأجل، مكنون العلل، محفوظ العمل.. تؤلمه البقة، تقتله الشرقة، وتنتنه العرقة.. ما لابن آدم والفخر!.. أوله نطفة، وآخره جيفة.. لا يرزق نفسه، ولا يدفع حتفه)، وفي قول آخر: (أوله نطفة قذرة، وآخرة جيفة نتنة، وهو فيما بينهما يحمل العذرة).. أليس من الواجب أن نفكر في هذا السبيل الذي يستلزم الكدح، ويستلزم الفرار إلى الله -عز وجل- الذي يدعونا للفرار إليه: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}؟!..
(موقع السراج)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم .. يا من لا يرد سائله ولا يخيب آمله يا مجيب يا قاضي الحاجات .. يا رب العالمين من لي غيرك أسأله كشف ضري .. من لي غيرك يقضي لي حوائجي.. يا حبيبي يا رب .. يا رب يارب